الخوف الثاني
لن اتحدث عن كاتب تلك الرواية والخوف الذي يواجهه وهو يحملها ليُنشر أول عمل له..
ولن اتكلم عن قلق هذه المرأة وهي تطهي أول وليمه لحماتها ..
ف كسر هذا الخوف يظنه البعض أصعب شيء ..
ولكن اتضح ان هناك خوف قد يكون أكثر صعوبة وتعقيدا من هذا الخوف..
ما اكتبه اليوم سيكون عن الخوف الثاني ..
الخوف الطبيعي هو الخوف الذي يواجه هذا الكاتب وهو ينشر أول رواية له..

وهنا يأتي الخوف الثاني ..فيجلس صاحبنا هذا شاردا تلك الليلة وحده والخوف يملؤه ..
ماذا لو كَتب روايته الثانية ولم تكتسب هذا النجاح .. ماذا لو لم يتمكن من اجاد أفكار ملائمة ومشوقة
وماذا لو كان نجاح أول رواية له مجرد مصادفة؟ ..
وينتهي به الحال في فراشه مستيقظا طوال الليل ..
و هذا اللاعب الاحتياطي الذي لعب في مبارة اثبت فيها مهاراته وأذهل فيها زملائه ونفسه ومدرب فرقته الذي جعله لاعبا أساسيا في الفريق بعد تلك المبارة ..
والخوف الثاني الذي يجد نفسه فيه ..
هل ماحدث له حظ ؟ ام انه يستحق ذلك ؟ هل سيستطيع ان يلعب مثل ما لعب في تلك المبارة؟
اسئله تتراود على ذهنه لم يجد لها اجابات..
الخوف الثاني هو الخوف الذي تشعر به عندما تريد ما ستفعله ان يكون افضل مما فعلته أو حتى مثله ..
عندما تخاف ان لا تتقدم او تشعر أن ما حدث لك من نجاح كان مجرد صدفة ..
ما سنتفق عليه هو ان ما يريده الله سيكون .. شئت ام أبيت ..خِفت ام اطمأننت..
هذا الخوف الذي نتحدث عنه الخوف إما ان يدفعك لتفعل ما تريد للمرة الثانية لا لتثبت لنفسك انك لعب ماهر أو كاتب ممتاز ..
بل لتثبت لنفسك انك تغلبت على هذا الخوف الذي كاد ان يسيطر على حياتك ..
إما يجعلك تقف في مكانك.. تنظر لمن حولك .. ترى من حاول ووقع.. ثم قام مرة أخرى حتى اصبح ذلك الكاتب المشهور الذي تتحدث البلد بأكملها عن مؤلفاته ..
ما يجعله أفضل منك انه تغلب على ذلك الشيء الغامض المسمى بالخوف الثاني ..
وليس في كل الحالات ان يكون الإنسان بدأ بنجاح ويخشى عدم اكتماله ..
بل يمكنك ان تنظر لتلك الفتاه الجميلة .. فهي لم تتعد الثلاثون بعد ..
تلك الفتاه التي يظهر تحت عينيها سواد اثر بكاؤها طوال الليل كل يوم منذ يوم فسخ خطبتها ..
إذا دخلت في نفسِها فستجد خوفا ثانيا .. خوف ان تجرب ثانيا ..خوف ان تفشل ثانيا ..
إذا تركت نفسها لهذا الخوف ستنتهي عند سن الخمسون وما زال السواد تحت عينيها .. وحدها.. فإنها لم تحتمل فكرة المحاولة مرة أخرى خوفا من ان لا تكون الظروف بجانبها ..
لا تدع الخوف الثاني يسيطر على حياتك.. فتقف وحيدا.. تنظر لمن حولك ..
لا تخف بعد ان نجاح أول البوم لك نجاحا كبيرا ان تغني الآخر خوفا من عدم النجاح ..
لا تقلقي في ثاني وليمة لأهل زوجك قد لا يعجبهم هذه المرة .. قد تُعطيكي أخت زوجك درسا في الطهي.. ما المانع؟
عدو هذا الخوف الثاني
هو إيمانك بالله ..ثم تأكُدَك انك جئت هذه الدنيا لتخسر قبل ان تكسب
ولتسقط لتتعلم الوقوف.. ولتخاف ليدفعك هذا الخوف لتكون افضل ..
تعليقات
إرسال تعليق