ع الطريق

علي طول الناس بتسألني ليه انا موهومه اوي بالسفر و صور المدن و البلاد و اني نفسي الف العالم  الفكره اني مقتنعه ان احنا مش هنتعلم حاجه لما نقعد عمرنا كله في نفس المكان بنتعامل مع نفس نوعيه الناس بنشوف نفس الحاجات، هي هي التصرفات و الاخلاقيات و الاخبار، حتي الاكل و الشرب هو هو... و مؤمنه جدا ان ربنا مخلقناش و خلق الكون كله عشان نحبس نفسنا في نفس الاماكن..  معرفش ده معتمد علي كوننا مصريين ولا كطبيعه بشر؛بس  لو عممنا الموضوع هنلاقي ان تفكيرنا احنا محدود و مقفول  بمعني اننا في حاجات كتير جدا عاديه و لما بتحصل بنشوف انها حاجه غريبه. زي انك لو كنت ماشي في الشارع و حد بيديك شيكولاته هتقلق منه او هتقول دي فيها حاجه، او اذا شفت واحد بيساعد واحد تاني انه يشيل له حاجه هتقول عليه مجنون.. ليه؟ لان احنا دماغنا مقفوله علي اللي بنتعلمه،عشان احنا اتعلمنا نحفظ الحاجات و ناخدها كده مسلم بيها زي ما بنسمعها. اتعلمنا اننا منثقش في اي حد و لا نحسن الظن في حد و نتوقع الاسوء دايما  مع اني مظنش ان اي دين بيدعو لكده مش الاسلام بس.. ده مش معناه برضه اننا اي حد نديله الامان علي طول طبعا بس اح...

انا بطلت اشتم انا بطلت اكل كتير و انا بطلت اثق في الناس بزياده  بطلت سجاير، مخدرات،شيشه، قهوه بطلت امسك الموبيل بالساعات بطلت افكر في السلبيات بس من الحاجات.. فيه مٓثل شعبي بحت بيقول 'بطلنا اللي يعطلنا' كل شخص فينا علي مدار حياته او علي الاقل في خلال وقت معين  هتلاقيه بيحاول يبطل  يبطل حاجه انت ممكن تكون شايفها تافهه بس هي كبيره بالنسبه ليه. زي اللي عايز يبطل يمسك الموبيل بالساعات عشان مش عايز يبقي عبد لجهاز! ممكن انت تكون شايف دي حاجه سهله  او الست اللي بتعمل رجيم و عايزه تخس يمكن بالنسبه لك حاجه تافهه ولا اللي عايزه تبطل يضَّحَك عليها و اللي عايز يبطل يبقي طيب بزياده بس الحاجات دي من ظواهرها غير بواطنها، يمكن اللي عايز يبطل يمسك الموبيل ده بيعمل كده لمجرد انه مش عايز يضيع وقت،ولا عايز يذاكر مثلا لا سمح الله و اللي عايزه تخس و تبطل البلاوي اللي مليانه دهون و سكر اللي بتاكلها ،دي في دماغها انها بتعمل كده علشان نفسها يبقي شكلها حلو في فستان او بنطلون! بس بعد كده لما الولد يقعد يومين تلاته ميمسكش الموبيل  و لما الست تقعد اسبوع و اسبوعين تاكل باعتدال و بطريقه صحيه....

انا الولد  انا اللي المجتمع المصري مديني كل الرخص اللي مش مهم هي حرام ولا حلال بس المهم متكونش *عيب*  انا اللي ممكن اكون عندي اخت في نفس سني او حتي اكبر مني و انا برجع من خروجه الساعه ٣ الفجر و هي بترجع عشره. عشان * نظره المجتمع*  انا اللي ممكن اقف مع اكلم بنات و اخرج معاهم و اتفسح و اجبلهم هدايا بالشئ الفولاني في عيد ميلادهم  و في نفس الوقت لو شفت اختي واقفه مع ولد من جوايا هتضايق و هحس انها بتعمل حاجه غلط  *ده لو مهزأتهاش*  بخرج و مش لازم اقول رايح فين  انما هي لازم تقول رايحه فين و مع مين و اكلت ايه و دخلت الحمام كام مره..  ممكن اسافر و الف الدنيا واروح الساحل مع صحابي نبات بالاسبوع  انما البنت؟ مع جوزك يا حبيبتي إن شاء الله.. .. انا اللي بخلص اكل و بأنتخ قدام التيليفزيون او في السرير *خصوصا في رمضان* و بسيب امي و اختي يشيلوا الترابيزه و يغسلوا المواعين والخ..  عايزين يلحقوا التراويح؟ لا هيلحقوا بعد ما يخلصوا  ..  انا اللي اشرب سجاير.. عادي بنت تشرب سجاير؟ شمال.  انا اللي بقضي ليله العيد بره و ارجع لاهلي بعد  الصلا...

ركضت.. شعرت انها تأخرت لكنها لم تعلم أنهم ما كانوا سيذهبون دون وجودها. تطايرت خصلات شعرها البنيّ الطويله بعد أن كانت لملمتها بعدم إكتراث لتسقط علي وجهها و تعطي اجمل قطعه فنيه ركضت و هي لا تعلم كيف تصل و متي تصل  هل سيتركوها؟ هل سيصيبهم الملل؟ جوالها يرن لكن علي من ترد؟  لا لن ترد، تركته لتُكمل موسيقي عمر خيرت اخر قطعه فارغه في لوحتها الساحره ركضت  إلي خارج الاوبرا و ألقت بنفسها في السياره، ستصل بميعادها ، خائفه هي أن لا تلحق، أن يفوتها حدث أو أن تفتقد شيء    وصلت لا أثر لأحد، المكان مظلم اصابها شيء من القلق.. ركضت بخفه، بشيء اقرب إلي رقص الباليه، هنا و هناك ولكنها لم تجد أحد.   شعرت بالانكسار و كادت الدموع تسقط من عينيها  كان ذلك حين ظهر الجميع ظهر الجميع ليهنأونها بعيد ميلادها رجعت عده خطوات إلي الوراء بفستانها الكحليّ الُمزين بالورود البيضاء الذي كان يقف عند ركبتيها  بكت، و لكنها بكت لفرحتها لمفاجأتها  لشعورها أن من في الغرفه لن يتركوها لن يملوا و لن يسأموا يوما منها بل سيساعدوها سيقفوا بجانبها طوال مشوارها سيشجعونها و يحثونها  لأنهم ي...