جلست علي الارض واضعه رأسها علي ركبتيها في الظلام، ظلام مسرح بولشوي في موسكو 
ساعات و يبدأ عرض الباليه، تعمدت الوصول قبل الجميع لتجلس وحدها..

ساعات و تدق الساعه معلنه منتصف الليل، معلنه انه عيد مولدها.. لا احد حدثها، لم يصلها من اقاربها او اصدقائها تلغرافا من مصر..نسوها.. 
انشغلت هذه بدراستها و انشغل هذا بصديقته!

رفعت رأسها و نظرت للكراسي الفارغه ثم اخذت تتأمل فستانها الاسود المشغول بخيوط الحرير الابيض..شديد الضيق ليظهر جسدها المنحوت
مدت رجلها امامها فظهر شرابها الابيض و من فوقه حذاء الpointe الاسود..
قامت بربط شريط حذائها ،شعرها الكستنائي مربوط بقسوه و مصفف بعنايه فائقه
تؤلمها رأسها من تلك الطريقه في الربط التي تجعل ملامحها جاده و مشدوده..
مكياجها حاد يخفي ملامحها البسيطه..

سمعت صوت الفتيات، انهن قادمات
دقائق و يُفتح الباب للجماهير،دقائق و تقف وسط المسرح و تقف الباقيات حولها يفسحن لها الطريق لتقدم افضل ما لديها 
نعم، انها ليلتها، ستحارب و ستفوز..

قامت من مكانها في هدوء،ابتسمت نصف ابتسامه..انها الموسيقي
موسيقي تشايكوفيسكي..

أُنيرت المصابيح و جاء الجماهير
حضروا ليروها، ليهنئوها و يحتفلوا معها
..
تذكرت اصدقائها الذين تجاهلوها..
لا،لن تضعف..لن تخذل نفسها ستقدم الليله اجمل عروض حياتها.

دخلت الراقصات،ارتفعت الموسيقي..رقصت،تألقت ولمعت حتي رأت بريقها في عيون معجبيها

انهت رقصتها، هو ما يسعدها..بل هو ما يحوّلها
.. 
فكت شعرها بعد ان حيّت جمهورها ثم ركضت راقصه الي الفندق حيث تقيم
دخلت حجرتها الصغيره ففوجئت بباقه ورد موصي عليها من مصر..
و زادت دهشتها حين رأت ان هناك ما يزيد عن عشرة مكالمات فائته من مصر..
لم ينسوها.. و من هذا الذي ينساها؟

لم تسعها الفرحه، فاخذت تلف لفات متتاليه في منتصف الحجره ثم وقفت..
نظرت في المرآه في ذهول و لمعت عينيها..
شعرها الفوضوي،مكياچها البسيط ..و فستانها الابيض

لن تترك للاسود مكانا في حياتها، هي ستختار ان تكون سعيده و ستشكل حياتها كما تحب
سوف تقرر من يبقي فيها و من عليه الرحيل
لن تتعس من احل احد
ستظل هي مسئوله عن حياتها وسعادتها و تألقها.

كل سنه وانتي طيبه يا بوجي. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ذكريات

سيب حاجة حلوة

حاجات صغيرة