المدام عانس!
أنا بكتب الكلام دا حاليا و أنا عندي تسع عشرة سنة، يعني نسبياً صغيرة السن، عشان عدة أسباب...
_______________________
ظاهرة يمكن منتشرة خصوصًا في مجتمعنا هنا هي إن ما أن تأتي سيرة ست عدت الثلاثين و متجوزتش سواء في قعدة ستات أو رجالة، عائلية أو شوية صحاب تتخافت الأصوات و تلاقي الناس بتبص في الأرض و تتكسف و تبقي عايزة تعدي الموضوع بسرعة و منهم اللي بيلتزم الصمت أو في اللي ينطلقوا في سلسة من ال"يا حرااام" مع رفع حاجب و "نشوفولها عريس" مع مصمصة الشفايف و كتير من دا إلا من رحم ربي.
أنا لما بشوف موقف زي دا بضحك، بضحك علي الموقف وعلي تفكير الناس و علي السطحية البشعة اللي احنا فيها.
و علي الهامش كده تلاقي راجل لو كمل ثلاثين من غير ما يتجوز دا كده وحش و عاش و أحلي حاجة العزوبية يابني بعيدًا عن أي أسباب علمية و الإختلافات البيولوجية بين الراجل و الست.
بس تعالي كدا نشوف كام حد بيفكر إن الست دي ممكن تكون متجوزتش بمزاجها؟ و عايشة -يا حرااام- لوحدها عشان هي عايزة كده؟
النسبة، هنا في مصر، تكاد تكون منعدمة و احنا مش بنحس بالموضوع دا عشان بنتجنبه و بنخاف نتكلم في و نادرًا ما تلاقي حد فتحه.
قليل اللي فكر في أد ايه ممكن حد ميكونش عنده قدرة نفسية علي أنه يأخذ خطوة زي ديه، مسئولية بيت و عيال كما يُقال. حياة بتتقلب و بتتحول حاجة تانية تماما.
قليل اللي مقتنع إن أحسن إنسان ميتجوزش ويبقي "عانس" في عين الناس عن إنه يتجوز و يخلف و يعيش ولا كأنه عمل حاجة من الحاجات دي، هو كمسمي متجوز اه، بس في الحقيقة كأنه متجوزش.. ولا أقول كأنه عانس!
مبقولش إن الجواز وحش بس زي أي حاجة، له مزايا و عيوب، الناس اللي قادرة إنها تتخطي كل العيوب اللي هي شايفاها في الجواز و تضحي بحاجات كتير و هي مدركة مليون في المية إنها قادرة و إن الموضوع أكبر من ورد و خاتم و مفاجأه في حفلة ولا في الجامعة و إننا مش بنلعب و بنجرب شهرين بعدين كل واحد يرجع بيته و حياته القديمة تاني أنا بحييهم بصراحة، عشان دي خطوة مش سهلة و ممكن تكون مستحيلة بالنسبة لناس تانية.
طب ده معناه إن كل الناس اللي بتتجوز دي جامدة و فكرت كويس و لقت إن أحسن حاجة إنها تأخد الخطوة دي؟ لأ، و الدليل علي كده كمية الطلاق اللي بيحصل بعد شهور، سنة أو حتي عشر سنين، آه مش كل أسبابه سوء تقدير للجواز بس أغلبه بيرجع لكده أو حتي اللي مش مطلقين بس عايشين و لا كأنهم يعرفوا بعض، بس المسمي متجوزين و عايشين تحت سقف بيت واحد.
و علي الصعيد الآخر، الناس اللي "بتقرر" متجوزش عندها خطط تانية و بتفكر في حاجات تانية، هي مش مستنية حد ييجي يقولها "مفيش حد ولا ايه؟" و لا حد يجيبلها عريس و لا عايزة تسمع تلقيح كلام و لا بتبص لخطيب صاحبتها و بتحسدها عليه.
الناس دي، سواء راجل أو ست، ملقوش الحاجة اللي هتريحهم في الجواز، فأكتر حاجة هيبقوا عايزينها من البشر إنهم يسيبوهم يعيشوا براحتهم في سلام.
أما الناس اللي عايزة تتجوز و لسه متجوزتش برضو عايزين يعيشوا في سلام، سن الجواز ما أُنزلش علي سيادتك عشان تتكلم و تعيب،
و الناس اللي اتجوزت و مخلفتش مش مستنية حد ييجي يقولها "مفيش حاجة في الطريق" عشان تأخد بالها إن، آه دا احنا مخلفناش صحيح!
عشان زي ما في ناس مش بتتجوز ب مزاجها في ناس برضو مش بتخلف بمزاجها.
خلاصة الموضوع، كل واحد يخليه في حاله و يحتفظ ب معتقداته لنفسه إلا لو حد سأله عليها يبقي يرغي براحته زي مانا رغيت كده.
{وجَعَلَ بينكم مودَة ورحْمَة إنَّ في ذلك لايات لقومٍيتفكرون}
____________
أنا بكتب الكلام دا حاليا و أنا عندي تسع عشرة سنة، يعني نسبياً صغيرة السن، عشان عدة أسباب أولها إني عايزة أشوف هتغير أد ايه كمان كام سنة و أنا بقرأ الكلام ده و ثانيها إن ممكن حد أكبر مني شوية يبقي في دماغه الكلام ده بس قلقان أو خايف يقوله عشان ميتقالّوش إنه بيقول كده لأنه كبر و متجوزش -جايز- و ثالثها إن الموضوع ده اتكلمت فيه مع كذا حد و سمعت فيه آراء أبهرتني بصراحة، فكتير من الكلام اللي فوق مستوحي من حوارات مع ناس متجوزة/مش متجوزة/مطلقة.
تعليقات
إرسال تعليق